الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ورشة أدبيات الحوار الثقافي في جزئها الثاني: الحوار التلفزي شروطه ومتطلباته

نشر في  24 نوفمبر 2014  (17:46)

"لأنّ الحوار الصحفي من أهم الفنون في الصحافة وقد أخذت مكانته تتزايد حتى أصبح من أهم أجناس العمل الصحفي الذي لا تستطيع الصحافة أن تتخلى عنه، فقد واصل كمال الرياحي في ورشة الصحافة التي يديرها في الدار الثقافة ابن خلدون في حصتّه الثانية، تفكيك آليات وشروط الحوار الصحفي الناجح. 

وتركزت الحصة على جزئين: الجزء الأوّل تابع فيه كمال الرياحي ما قدّمه نظريا في الحصة الأولى وذلك بمناقشة حوار مكتوب، ثم تعرض في الجزء الثاني إلى تقنيات الحوار التلفزيوني ومنها الاستعداد والآليات والشروط مع استضافة متميزة للكاتب والرحالة العماني محمد الشحرى الذي يحتفل هذه الأيام بصدور روايته الثانية "موشكا".

الحوار المكتوب آلياته وشروط نجاحه:
تبدأ الحصة في جزئها الأول بمناقشة عمل تطبيقي حول حوار مكتوب أجراه شوقي البرنوصي شاعر وصحفي وأحد أعضاء صالون الديكامرون مع الكاتب محمد الشحرى ضيف الحصة، وهو حوار نُشِر بموقع "الجمهورية" المتبني لمشروع ورشات الصحافة والمتتبع لانجازاته. وقد تناول الحوار اهتمام محمد الشحرى بالتراث في أعماله وتحركاته الحقوقية كناشط حقوقي وانتهى بالتطرق لعمله الروائي الصادر حديثا "موشكا".

وقد ركزّ كمال الرياحي في هذا القسم بعد توزيع الحوار على المُكونّين والحاضرين على مناقشة أسئلة المحاور واحدا واحدا معتمدا طريقة التفاعل المباشر مع الحضور مما احدث ديناميكية متميزة واستفادة كبيرة. وليكون الحوار ناجحا، أكدّ الرياحى انّه على المحاور أن يكون واعيا بالمنبر أي الصحيفة التي تقرؤها شرائح مختلفة من الناس بثقافات مختلفة. ولهذا يجب أن تكون لغته بسيطة بعيدة عن الاستعراض اللغوي والمفاهيمي وبعيدة عن الغموض.

ونبّه إلى ضرورة الاعتناء بالمقدمة التي يستهل بها المحاور الحوار الصحفي والتي يجب أن تكون مكثفة وغير طويلة تخدم الحوار وهدفه وتقدم الضيف في نفس الوقت فضلا عن الانتباه إلى صياغة السؤال الذي يجب أن يكون في جمل بسيطة وواضحة تسهل على الضيف الإجابة وعلى القارئ الفهم. وكذلك الابتعاد عن الأسئلة المزدوجة التي من شأنها أن تطيل الإجابات وتشتت ذهن الضيف والقارئ في آن.

ومثل هذه الأخطاء وعدم تركيز المحاور تجعل المحرر يتدخل عند النشر ويحوّر في الحوار سوى بطرح أسئلة إضافية نتيجة لطول الإجابات أو يتدخل بتغيير صياغة السؤال ليكون أكثر وضوحا. 

ولهذا فعلى المحاور يضيف كمال الرياحى أن يكون فطنا وان يستغل حضور الضيف لاستفزازه فيكون في الحوار نقاط من الذروة تجعل القارئ يواصل قراءة الحوار ويتشوق لمعرفة المزيد. وعليه كان على المحاور في هذا الحوار مع محمد الشحرى التركيز أكثر على الإصدار الجديد وروايته الجديدة " موشكا" وعلى التجاذبات التي حصلت بينه وبين السلطة العمانية عندما اتهم بالعمل لصالح أجندات أجنبية نتيجة لتحركاته الحقوقية وتوقيفه أكثر من ست ساعات في التحقيق. وخُتم الجزء الأول من الحصة برأي محمد الشحري في هذا الحوار وشكر المحاور. 

الحوار التلفزى شروطه النظرية :
ومن أدبيات الحوار المكتوب ينتقل بنا المشرف الى عالم المرئيات والحوار التلفزيوني، ولان التلفاز من أهم وسائل الإعلام وأخطرها وأكثرها انتشارا فإن للمحاور التلفزيوني شروطه الخاصة. وقد بدأ كمال الرياحي بتذكير الحاضرين بأهم البرامج الثقافية الناجحة بالتلفزيون الفرنسي منها "المكتبة الكبرى" او "ابوستروف" لبارنار بيفو وغيرها. ثم عرض بعض النماذج من هذه البرامج التي تبين مهارة المحاور أو ارتباكه في بعض الأحيان خاصة عندما يكون الضيف شخصية سجالية وشخصية مربكة. ثم ينتقل المكوّنون لمتابعة بعض الشروط النظرية لتقديم حوار تلفزيوني ناجح ومنها:

-تعريف الحوار او المقابلة: الحديث التلفيزيون هو برنامج يستضيف واحد او أكثر من المشاركين في الحديث تكون المواضيع سياسية اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
-يحتل الضيف مركز الاهتمام بمعارفه وخبراته 

-لغة المقدم: يتحدث المقدم بصفة واضحة وطبيعية ويتجنب الجمل الطويلة كلما كان الكلام واضحا وملموسا كان أفضل 

-الزّي الخاص بمقدم الحصة: في حالة المقدم الكلاسيكي الزيّ الرسمي ضرورة يجب أن يكون لائقا وان يكون المحاور في وضع مريح مع هيئته وكان هذا العنصر مصاحبا بصور لبعض المقدمين.
-الهيئة والوضع: يكون الضيف على يمين الشاشة والمقدم على الشمال ويكون الضيف مقابلا للكاميرا
-لقاء الضيف خارج التصوير: على المحاور أن يلتقي بضيفه قبل اللقاء ليس بالضرورة الحديث عن الحوار ولكن لخلق جو من التعاون والتودد .

لينتهي هذا الجزء من الحصة بالقسم التطبيقي والذي تمثل في مقابلة تلفزيونية افتراضية بين الصحفي (المتمرن) نضال الصيد مع الكاتب محمد الشحرى وقد تركزت أسئلة المحاور بعد التقديم على تعدد مواهب الكاتب ثم علاقته بالترحال وبالهوية ومسالة تحركاته الحقوقية بحكم التضييق على الحريات في العالم العربي. 

ثم تم إعطاء الفرصة للحاضرين لتقديم آرائهم في هذا الحوار بين نقاط القوة ونقاط الضعف. ومن بين النقاط التي ركز كمال الرياحى على تصحيحها هي طول المقدمة التي كانت أطول من الحوار نفسه. كما أكدّ على ضرورة التعامل الايجابي مع الكاميرا وعلى قوة الحضور والثقة بالنفس والصوت الجهورى والواضح. 
تختتم الحصة بتذكير المشرف بالمشاريع الواجب القيام بها لتكون جاهزة في الحصة المقبلة وهي عبارة عن حوارات يقوم كل محاور بإعدادها من خلال محاورة شخصية يختارها لتكون مادة للنقاش ثم يتم اختيار احسن حوار.


ابتســـــــــــــام القشوري